شـــاعرٌ و مظلة ..

موضوع: شـــاعرٌ و مظلة .. 2008-07-15, 2:32 pm

شاعرٌ و مظلة ..

عندما يقف شاعرٌ تحت المظلة و ينتظر امرأة جميلة تمرّ بصوت أنوثتها تماماً بمحاذاة الشوق الذي في يده , لا تسأليه عن المطر .. لأن المطر عندها هو فقط موسيقا تصويرية للمشهد الذي تخترعه الرغبة.
و عندما تكون روعة أن تصمتي تتجاوز روعة أي حروفٍ تقال .. ثقي بالصمت و اتركيه يقود بعصا الدهشة سيمفونية الجنون غير المفهومة ..

أسماء..

مشكلتنا دائماً أننا نتعب في فهم الأشياء .. نحلل الأشياء .. ندقق في كل التفاصيل لنسمي الأشياء .. دون أن نعي تماماً أن عدم فهمها هو أحلى ما فيها و أن تعلقنا الغريب بها و طريقتها الخبيثة في جذبنا إنما يطفو على سطحِ عدم وجود أسماءٍ نناديها بها .. ربما لهذا السبب جعل الله لنفسه تسعةً و تسعين اسماً .. ربما ليكون هناك متسعٌ لعظمته في ذهن كلّ حالة و ضمن مدارِ أي فكرةٍ أو تخيل !
يروق لي أن أنهي فكرتي بفلسفةٍ فيروزية .. (عينينا هنّي أسامينا!!)

أمورٌ لا تعنيني ..

لم تعنيني يوماً نشرةُ الأرصادِ الجوية .. و لا أفهم لماذا قد أسلبُ من جلدي متعة أن تفاجئه قطرة مطرٍ هاربةٌ من الغيوم التي كبّلوها بتوقعاتهم .. و أخاف من المظلات حين تلعب دور البطولة المطلقة في مشهدٍ يفترضُ أن يكون أبطالهُ أنا و المطر .. و ربما امرأةٌ تنقر -بصوت حذاء سهرةٍ نسائي- بللَ الصمت ..

لم يعنيني يوماً علمُ الفلك و توقعات الأبراج و حركة الكواكب .. لأنني أحرك الكواكب على طريقتي و أخترع برجي في لحظة تمرد على الزمن و أقرأ النجوم بأبجدية يخترعها صدري في كل مرة بطريقة مختلفة على ايقاعِ أنفاسي و دقاتِ قلبي ..

لم يعنينني يوماً أن أكون مثقفاً في حديثي إلى امرأةٍ تجذبني لأنه في لحظات الطوفان يصبح التنفس أهم من كونك ترتدي بأناقة أو تتكلم بتحضر .. فافهمي بدائيتي أمام حضورك الطوفاني .. و افهمي أنني عندها لا أمسك -كما عندما أكون وحيداً في غرفتي- قلماً أرتب به بعثرةَ حروفٍ على ورقٍ أبيض مهيئٍ للهدوء.

لم يعنيني يوماً أن أبحث عنك .. وجدتك هناك دون أن أدري .. كنت واقفاً أرقب من وراء زجاج قاسٍ رغيف خبزٍ يخرجُ من فرن الأمنية .. فإذا هو وجهك !!
البرد قارسٌ على الجانب الآخر من كومة الدفء هذه و لكنني لا زلت قادراً على أن أغطي أذنيّ بالتخيّل و أمرر الدفء إلى أوصالي بكوبِ نظرْ !

لم يعنيني يوماً أن أحبك .. فعقدة العطر الخفية التي تربط الفراشات بالورود لا تكون من صناعة الحب في أغلب الأحيان .. و إنما تصنعها ايحاءاتٌ أخرى تكذبها الورود فتصدقها الفراشات .. و أنا تماماً كتلك الفراشات المخدوعة .. تغريني جداً لذّة أن تكذب عليّ وردة فأصدقها !!

منطقٌ للضياع ..

تعرّفي على الصمت من خلالي .. من خلالِ مرورِ أصابعي على شفتيكِ لترسم الكلماتِ التي لا تُقال .. و الجمل التي لا تفهمُ هي نفسها تعرجات الحروف التي تكوّنها ..
أعتقدُ أن الوقت يربكك دون أن تشعري بذلك .. و أعتقد أنك بحاجةٍ إلى تعريفٍ واضح لما هو أصغر من كلمة (عُمر) التي اختصرتِ بها الزمن ..
تبدو لي تماماً حاجتك لمنطق ضياعٍ يخرجك من دوامة الرتابةِ التي تعيشينها ..
تعرفي على الساعة و الدقيقة و اللحظة و رفّة العين .. في النظرة التي تفلت ككومة رملٍ من قبضةٍ نصف مغلقة .. تعرّفي على البقاءِ في منطقة معلّقةٍ بين السماء و الأرض .. و في محيطٍ آخرَ لم يصفهُ حرف جرٍ أو اسم مكان .. بعيداً عن (فوق) و (يمين) و (بين) و (عند) و (جانب) .. بعيداً حتى عن (بعيداً) !!
تعلّمي مني ..
انظري إلى عينيكِ في المرآة لتعرفي أنه ليس عليكِ أن تبحثي طويلاً لتصلي إلى منطق الضياعِ الذي أتبعه !!

رصاص كبرياء..

يحدثُ أحياناً أن يُتعبك كبرياؤك .. خصوصاً عندما يتمرد عن كونه معطفاً ليصبح هو نفسه المطر .. عندما يمتد هذا الألم بين معطفٍ ترتديه و بين هطلٍ يرتديك تصبح أسيرَ ذلك التواطؤ .. و لا يحجزك عنه شئ سوى مظلةُ حزن .. علينا أن نحزن أحياناً حتى لا تخرج أنفاسنا عن قانون صدورنا و عن الرتم الذي ينظمهُ القلب ..
إذاً من الجيد أن أحزن الآن .. حتى تظل مظلتي مبتلةً برصاص كبرياء ..

موضوع: رد: شـــاعرٌ و مظلة .. 2008-07-19, 12:24 pm

رصاص كبرياء..

يحدثُ أحياناً أن يُتعبك كبرياؤك .. خصوصاً عندما يتمرد عن كونه معطفاً ليصبح هو نفسه المطر .. عندما يمتد هذا الألم بين معطفٍ ترتديه و بين هطلٍ يرتديك تصبح أسيرَ ذلك التواطؤ .. و لا يحجزك عنه شئ سوى مظلةُ حزن .. علينا أن نحزن أحياناً حتى لا تخرج أنفاسنا عن قانون صدورنا و عن الرتم الذي ينظمهُ القلب ..
إذاً من الجيد أن أحزن الآن .. حتى تظل مظلتي مبتلةً برصاص كبرياء ..

:#$: :#$: :#$:

رصاص كبيرياء

كتير حلوة كلماتك وكلها عنفوان وكبرياء

من اروع ما رايت رايت في هذا المنتدى

_)*&

موضوع: رد: شـــاعرٌ و مظلة .. 2008-07-19, 12:35 pm

أنت الرائــــــع

نووووووووورت ماتركـــس